منتديات الحب في الله

اهلا بك زائرنا الكريم اذا كانت هذه زيارتك الاولي فيشرفنا التسجيل واذا كنت تريد تصفح المنتدي فاتجه الي الاقسام ادناه
أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام 927309519

منتديات الحب في الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الحب في الله

منتدي اسلامي علي مبدأ اهل السنه والجماعه بدون اي تحيزات طائفيه شعاره إعلاء كلمه التوحيد

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " بلغوا عني ولو آيه "... أية اليوم " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ " عزيزي الزائر والعضو : شارك في المنتدي ولو بالقراءة للموضوعات المدرجة به.. جزاكم الله خيرا وتقبل الله من الجميع صالح الأعمال.. الإدارة
أهلا وسهلا بأعضاء وزوار منتديات الحب في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..إخوتي وإخواني أعضاء وزوار منتديات الحب في الله....يسر إدارة المنتدي أن تعلن للجميع عن إنشاء قسم جديد بالمنتدي بعنوان " موضوعات جروب المسابقات " يدرج به كافة الموضوعات التي تم نشرها علي صفحة المناقشات بالجروب شرط أن تكون الموضوعات ليس لها منتديات صريحة في منتدانا الحبيب. علما بأن مكان القسم الجديد بعد منتدي الحوار المباشر مباشرة ...الإدارة
المحب في الله ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الإخوة والأخوات زوار وأعضاء منتديات الحب في الله .. نرحب بكم جميعا في بيتكم الثاني هذا المنتدي الحبيب فهو منكم ولكم .. لنكون أسرة واحدة في هذا المنتدي في خدمة الإسلام وإعلاء كلمة لا إله الا الله ..محمد رسول الله.. مع تمنياتي بقضاء وقت مفيد داخل المنتدي
أسره إدارة المنتدي ترحب بالعضوه الجديده زيزي اهلا بكي ونورتي المنتدي
يسرأسرة إدارة المنتدي الحبيب أن تعلن لجميع الزوار و الأعضاء والمشرفين عن بدْء مسابقة الأحاديث النبوية الشريفة وذلك بمنتدي الحديث الشريف.. ونأمل من الجميع سرعة التفاعل مع المسابقة...تقبل الله من الجميع صالح الأعمال
أسرة إدارة المنتدي ترحب بالعضوه الجديده الاخت الفاضله أم ممدوح يارب تفيدي وتستفيدي
مع تمنيات اسرة ‘داره المنتدي للاخت نونا نيمو بالشفاء العاجل ان شاء الله دعاء من القلب تدعو به جميع الالسنه
يسرإدارة المنتدي أن ترحب بالعضو الجديد أخونا الكريم " عادل مدبولي " لإنضمامه الي المنتدي فمرحبا به يفيد ويستفيد.. مع تمنياتناله بقضاء وقت ممتع داخل المنتدي
منتديات الحب في الله ترحب بالعضو الجديد عبد من عباد الله اهلا وسهلا به

المواضيع الأخيرة

»  عاجل ...العدد الثاني و التسعون من المجلة النقشبندية والتي صدرت حديثا
أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام Emptyالإثنين 09 فبراير 2015, 12:11 am من طرف عباس الجبوري

» تهنئة جيش رجال الطريقة النقشبندية لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمناسبة مبايعته ملكا للمملكة العربية السعودية
أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام Emptyالخميس 29 يناير 2015, 12:23 am من طرف عباس الجبوري

» عاجل ... المجلة النقشبندية العدد الحادي و التسعين والتي صدرت حديثا
أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام Emptyالجمعة 16 يناير 2015, 11:57 pm من طرف عباس الجبوري

» عاجل .. تم اصدار العدد التسعون للمجلة النقشبندية
أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام Emptyالأربعاء 07 يناير 2015, 12:28 pm من طرف عباس الجبوري

» بيان جيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد استدعاء بعض الفصائل وشيوخ عشائر إلى واشنطن
أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام Emptyالخميس 04 ديسمبر 2014, 6:14 am من طرف عباس الجبوري

» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية ونفيه لما ورد في بيان لجبهة جديدة غير معروفة بتأريخ 22\10\2014
أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام Emptyالجمعة 24 أكتوبر 2014, 1:43 am من طرف عباس الجبوري

» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد جرائم الحكومة الطائفية بحق شعبنا العراقي وأمتنا العربية الإسلامية بتأريخ 24-8-2014
أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام Emptyالأربعاء 27 أغسطس 2014, 1:52 am من طرف عباس الجبوري

» بيان رقم (35) انتفاضة أحرار العراق 28 شوال 1435 هـ الموافق 24 آب 2014م
أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام Emptyالأربعاء 27 أغسطس 2014, 1:06 am من طرف عباس الجبوري

» بيان صادر من المجلس العسكري لثوار عشائر ألبو بدران بتاريخ 15 اب 2014
أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام Emptyالثلاثاء 19 أغسطس 2014, 1:33 am من طرف عباس الجبوري

التبادل الاعلاني


    أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام

    الصحبة الصالحة
    الصحبة الصالحة
    اشراف
    اشراف


    عدد المساهمات : 452
    نقاط : 698
    تاريخ التسجيل : 02/05/2010

    أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام Empty أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام

    مُساهمة من طرف الصحبة الصالحة الجمعة 17 سبتمبر 2010, 4:17 am

    url=http://www.herosh.com]أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام 494716422[/url]

    الصحابية أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها أول فدائية فى الأسلام

    أبوها

    أبو بكر الصديق بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

    أمها

    قتيلة بنت عبد العزى

    أختها
    السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها لأبيها
    أولادها
    عبدالله والمنذر وعروة، وعاصم، والمهاجر، وخديجة وأم الحسن وعائشة.

    أسلامها
    عاشت أسماء رضي الله عنها حياة كلها إيمان منذ بدء الدعوة الإسلامية، فهي من السابقات إلى الإسلام، ولقد أسلمت بمكة وبايعت النبي صلى الله علية وسلم على الأيمان والتقوى، ولقد تربت على مبادئ الحق والتوحيد والصبر متجسدة في تصرفات والدها، ولقد أسلمت عن عمر لا يتجاوز الرابعة عشرة، وكان إسلامها بعد سبعة عشر إنساناً..
    زواجها

    تزوجت من الصحابى الجليل الزبير بن العوام أبن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم
    وروى عروة عنها، قالت: تزوجني الزبير وما له شيء غير فرسه ; فكنت أسوسه وأعلفه، وأدق لناضحه النوى، وأستقي، وأعجن، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رأسي - وهي على ثلثي فرسخ فجئت يوما، والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر، فدعاني، فقال: إخ، إخ، ليحملني خلفه ; فاستحييت، وذكرت الزبير وغيرته.
    قالت: فمضى.
    فلما أتيت، أخبرت الزبير. فقال: والله، لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه! قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد بخادم، فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني

    lor=red]دورها فى الهجرة

    وفي أثناء الهجرة التي هاجر فيها المسلمين من مكة إلى المدينة، وظل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينتظر الهجرة مع النبي صلى الله علية وسلم من مكة، فأذن الرسول صلى الله علية وسلم بالهجرة معه، وعندما كان أبو بكر الصديق رضي لله عنه يربط الأمتعة ويعدها للسفر لم يجد حبلاً ليربط به الزاد الطعام والسقا فأخذت أسماء رضي الله عنها نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها فشقته نصفين وربطت به الزاد، وكان النبي صلى الله علية وسلم يرى ذلك كله، فسماها أسمـاء ذات النطــاقين رضي الله عنها، ومن هذا الموقف جاءت تسميتها بهذا اللقب.وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: (أبدلك الله عز وجل بنطاقك هذا نطاقين في الجنة)، وتمنت أسماء الرحيل مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبيها وذرفت الدموع، إلا إنها كانت مع أخوتها في البيت تراقب الأحداث وتنتظر الأخبار، وقد كانت تأخذ الزاد والماء للنبي صلى الله علية وسلم ووالدها أبي بكر الصديق غير آبهة بالليل والجبال والأماكن الموحشة، لقد كانت تعلم أنها في رعاية الله وحفظه ولم تخش في الله لومة لائم. فكانت أول فدائية فى الأسلام

    وفي أحد الأيام وبينما كانت نائمة أيقظها طرق قوي على الباب، وكان أبو جهل يقف والشر والغيظ يتطايران من عينيه، سألها عن والدها، فأجابت: إنها لا تعرف عنه شيئاً فلطمها لطمة على وجهها طرحت منه قرطها..
    وعندماخرج الصديق مهاجراً بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل معه ماله كله، ومقداره ستة آلاف درهم، ولم يترك لعياله شيئًا...
    فلما علم والده أبو قحافة برحيله - وكان ما يزال مشركاً - جاء إلى بيته وقال لأسماء:
    والله إني لأراه قد فجعكم بماله بعد أن فجعكم بنفسه...
    فقالت له:
    كلا يا أبتِ إنه قد ترك لنا مالاً كثير، ثم أخذت حصى ووضعته في الكوة التي كانوا يضعون فيها المال و ألقت عليه ثوب، ثم أخذت بيد جدها - وكان مكفوف البصر - وقالت:
    يا أبت، انظر كم ترك لنا من المال.
    فوضع يده عليه وقال:
    لا بأس... إذا كان ترك لكم هذا كله فقد أحسن.
    وقد أرادت بذلك أن تسكن نفس الشيخ، وألا تجعله يبذل لها شيئاً من ماله ذلك لأنها كانت تكره أن تجعل لمشرك عليها معروفاً حتى لو كان جدها


    هجرتها الى المدينة
    كانت أسماء بنت أبي بكر حاملاً وهي تقطع الصحراء اللاهبة مغادرة مكة إلى المدينة على طريق الهجرة العظيم، وما كادت تبلغ ( قباء ) عند مشارف المدينة حتى جاءها المخاض ونزل المهاجر الجنين أرض المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من الصحابة، وسمى عبد الله بن الزبير وحُمِل المولود الأول إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقبّله وحنّكه، فكان أول ما دخل جوف عبـد اللـه ريق الرسول الكريم وحمله المسلمون في المدينة وطافوا به المدينة مهلليـن مكبرين.

    أثرها فى الآخرين


    كانت رضي الله عنها تؤتى بالمرأة الموعوكة فتدعو بالماء فتصبه في جيبها وتقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبردوها بالماء، فإنها من فيح جهنم.
    وفي وقت رمي جمرة العقبة للضعفاء الذين يرخص لهم في ترك الوقوف بالمزدلفة: عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها {أنها قالت: أي بني، هل غاب القمر ليلة جمع؟ وهي تصلي، ونزلت عند المزدلفة. قال: قلت لا فصلت ساعة، ثم قالت: أي بني، هل غاب القمر؟ أو قد غاب، فقلت نعم قالت: فارتحلوا إذا، فارتحلنا بها حتى رمت الجمرة، ثم رجعت فصلت الصبح في منزله. فقلت له: أي هنتاه لقد غلستنا قالت: كلا يا بني، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للظعن{.
    ويروي عن هشام، بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق أنها كانت تلبس الثياب المعصفرات وهي محرمة، ليس فيهن زعفران.
    وعن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: ما رأيت أسماء لبست إلا المعصفر، حتى لقيت الله عز وجل، وإن كانت لتلبس - الثوب يقوم قياما من العصفر.
    وعن ابن زرير أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: {إن نبي الله صلى الله عليه وسلم، أخذ حريرا في يمينه، وأخذ ذهبا فجعله في يساره، ثم قال إن هذين حرام على ذكور أمتي}


    الأحاديث التي نقلتها عن النبي صلى الله عليه وسلم

    السيدة أسماء رضي الله عنها روت الكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أكثر بنات الصحابة في ذلك بعد أختها عائشة رضي الله عنها فقد روت قرابة ثمانية وخمسين حديثا، بينما روى زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه ثمانية وثلاثين حديثا.

    وروى عنها ابناها عبد الله، وعروة وحفيدها عبد الله بن عروة ومولاها: عبد الله بن كيسان، وابن عباس ومحمد بن المنكدر ووهب بن كيسان.
    وكذلك فاطمة بنت المنذر بن الزبير وصفية بنت شيبة وأم كلثوم مولاة الحجبة وغيرهم.
    واتفق البخاري ومسلم على أربعة عشر حديثا لها وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بأربعة.

    عن أسماء قالت: أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس؟ فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقالت: سبحان الله قلت: آية فأشارت برأسها أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد اللهَ عز وجل النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم قال: ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب لا أدري أي ذلك قالت أسماء من فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري بأيهما قالت أسماء فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته..
    ويحدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت
    قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلي أمك..


    أخلاقها وصفاتها


    وكانت أسماء رضي الله عنها مثال الكرم والجود في العطاء فقد أوصاها النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد مر عليها وهي تحصي أي تعد شيئا وتكيله فقال لها: يا أسماء لا تحصي فيحصي الله عليك.

    فما أحصت شيئا بعد ذلك ولم ينفد رزقها أبدا. وكانت تحث بناتها على العطاء بسخاء فتقول لهن: بناتي تصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن إن انتظرتن الفضل لن تجدنه، وإن تصدقتن تجدن فقده.



    كَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ سَخِيَّةَ النَّفْسِ.
    عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، سَمِعتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُوْلُ:
    مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ؛ وَجُوْدُهُمَا مُخْتَلِفٌ: أَمَّا عَائِشَةُ، فَكَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ عِنْدَهَا وَضَعَتْهُ مَوَاضِعَهَ، وَأَمَّا أَسْمَاءُ، فَكَانَتْ لاَ تَدَّخِرُ شَيْئاً لِغَدٍ.

    قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ تَصْدَعُ، فَتَضَعُ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا، وتقول: بِذَنبِي، وَمَا يَغْفِرُهُ اللهُ أَكْثَرُ.

    عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ: أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تَمْرَضُ المَرْضَةَ، فَتَعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوْكٍ لَهَا.

    قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا، أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَخَذَتْ عَنْ أَبِيْهَا.

    عن شُعَيْبُ بنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:
    قَالَتْ أَسْمَاءُ لابْنِهَا: يَا بُنَيَّ، عِشْ كَرِيْماً، وَمُتْ كَرِيْماً، لاَ يَأْخُذْكَ القَوْمُ أَسِيْراً.

    قَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: كَثُرَ اللُّصُوْصُ بِالمَدِيْنَةِ؛ فَاتَّخَذَتْ أَسْمَاءُ خِنْجَراً زَمَنَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ، كَانَتْ تَجْعَلُهُ تَحْتَ رَأْسِهَا.

    قَالَ عُرْوَةُ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَخِي - قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ - عَلَى أُمِّنَا بِعَشْرِ لَيَالٍ، وَهِيَ وَجِعَةٌ.
    فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ؟
    قَالَتْ: وَجِعَةٌ.
    قَالَ: إِنَّ فِي المَوْتِ لَعَافِيَةً.
    قَالَتْ: لَعَلَّكَ تَشْتَهِي مَوْتِي؛ فَلاَ تَفْعَلْ.
    وَضَحِكَتْ، وَقَالَتْ: وَاللهِ، مَا أَشْتَهِي أَنْ أَمُوْتَ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْكَ: إِمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبُكَ؛ وَإِمَّا أَنْ تَظْفَرَ فَتَقَرَّ عَيْنِي، إِيَّاكَ أَنْ تُعْرَضَ عَلَى خُطَّةٍ فَلاَ تُوَافِقَ، فَتَقْبَلُهَا كَرَاهِيَةَ المَوْتِ.
    قَالَ: وَإِنَّمَا عَنَى أَخِي أَنْ يُقْتَلَ، فَيَحْزُنُهَا ذَلِكَ.


    علمها وفقهها

    وعن علمها وفقهها رضي الله عنها كانت مثل أختها السيدة عائشة رضي الله عنها ذات علم في الدنيا وفقه، روت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من فقيهات نساء الصحابة، وحدث عنها عدد من الصحابة والتابعين منهم حفيدها عبد الله بن عروة بن الزبير فقال: قلت لجدتي أسماء: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم، كما نعتهم الله. قال: فإن ناسا ها هنا إذا سمع أحدهم القرآن خر مغشيا عليه. قالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

    وكانت إذا صلت أطالت القيام والقراءة والتدبر حتى تظل تكرر الآية مرارا وتكرارا من الخوف والوجل من الله عز وجل.

    ومما يروى عن ورعها وتقواها أيضا لما كانت أسماء ذات فقه في الدين وورع شديد فإنها حين جاءت أمها، وكانت مشركة، بهدايا، أبت أن تقبلها حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رد الرسول صلى الله عليه وسلم أن تقبل الهدايا وأن تبر أمها لقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). وهذا الحديث أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه وغيره من أصحاب السنن.



    نصيحتها لأبنها عبد الله

    وفي خلافة ابنها عبد الله أميراً للمؤمنين جاءت فحدثته بما سمعت عن رسول الله بشأن الكعبة فقال: إن أمي أسماء بنت أبي بكر الصديق حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: (لولا حداثة عهد قومك بالكفر، لرددت الكعبة على أساس إبراهيم، فأزيد في الكعبة من الحجر). فذهب عبد الله بعدها وأمر بحفر الأساس القديم، وجعل لها بابين، وضم حجر إسماعيل إليها، هكذا كانت تنصح ابنها ليعمل بأمر الله ورسوله..
    وقبيل مصرع عبد الله بن الزبير بساعاتٍ دخل على أمه أسماء - وكانت عجوزاً قد كف بصرها - فقال:
    السلام عليك يا أُمَّه ورحمة الله وبركاته.
    فقالت: وعليك السلام يا عبدا لله...
    ما الذي أقدمك في هذه الساعة، والصخور التي تقذفها منجنيقات الحَجَّاج على جنودك في الحرم تهز دور مكة هزًا؟!
    قال: جئت لأستشيرك.
    قالت: تستشيرني... في ماذا؟!
    قال: لقد خذلني الناس وانحازوا عني رهبة من الحجاج أو رغبة بما عنده حتى أولادي وأهلي انفضوا عني، ولم يبق معي إلا نفر قليل من رجالي، وهم مهما عظم جلدهم فلن يصبروا إلا ساعة أو ساعتين...
    وأرسل بني أمية يفاوضونني على أن يعطونني ما شئت من الدنيا إذا ألقيت السلاح وبايعت عبد الملك بن مروان، فما ترين؟
    فعلا صوتها وقالت:
    الشأن شأنك يا عبد الله، و أنت أعلم بنفسك...
    فإن كنت تعتقد أنك على حق، و تدعوا إلى حق،فاصبر وجالد كما صبر أصحابك الذين قتلوا تحت رايتك...
    وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت... أهلكت نفسك، وأهلكت رجالك.
    قال: ولكني مقتول اليوم لا محالة.
    قالت: ذلك خير لك من أن تسلم نفسك للحجاج مختارًا، فيلعب برأسك غلمان بني أمية.
    قال: لست أخشى القتل، وإنما أخاف أن يمثِّلوا بي.
    قالت: ليس بعد القتل ما يخافه المرء فالشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ فأشرقت أسارير وجهه وقال: بوركتِ من أم، وبوركت مناقبك الجليلة؛ فأنا ما جئت إليك في هذه الساعة إلا لأسمع منك ما سمعت، والله يعلم أنني ما وهنت ولا ضعفت، وهو الشهيد علي أنني ما قمت بما قمت به حبا بالدنيا وزينتها، وإنما غضباً لله أن تستباح محارمه...
    وهاأنذا ماض إلى ما تحبين، فإذا أنا قتلت فلا تحزني علي وسلمي أمرك لله
    قالت: إنما أحزن عليك لو قتلت في باطل.
    قال: كوني على ثقة بأن ابنك لم يتعمد إتيان منكر قط، ولا عمل بفاحشة قط، ولم يجر في حكم الله، ولم يغدر في أمان، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، ولم يكن شيء عنده آثر من رضى الله عز وجل...
    لا أقول ذلك تزكية لنفسي؛ فالله أعلم مني بي، وإنما قلته لأدخل العزاء على قلبك.
    فقالت: الحمد لله الذي جعلك على ما يحب و أُحب...
    اقترب مني يا بني لأتشمم رائحتك وألمس جسدك فقد يكون هذا آخر العهد بك. فأكب عبدالله على يديها ورجليها يوسعهما لثماً , و أجالت في أنفها في رأسه ووجهه وعنقه تشممه و تقبله ...

    وأطلقت يديها تتلمس جسده ثم ما لبثت أن ردتهما عنه وهي تقول :
    ماهذا الذي تلبسه يا عبدالله ؟ّ

    قال : درعي .

    قالت : ماهذا يابني لباس من يريد الشهادة .

    قال : إنما لبستها لأطيب خاطرك , و أسكن قلبك .

    قالت:انزعها عنك, فذلك أشد لِحَمِيَّتِمَ و أقوى لوثبتك و أخف لحركتك ...
    ولكن البس بدلاً منها سراويل مضاعفة حتى إذا صرعت لم تنكشف عورتك .
    نزع عبدالله بن الزبير درعه , وشد عليه سراويله , ومضى إلى الحرم لمواصلة القتال وهو
    يقول :لا تفتري عن الدعاء لي يا أُمَّه .

    فرفعت كفيها إلى السماء وهي تقول :
    اللهم ارحم طول قيامه وشدة نحيبه في سواد الليل والناس نيام ...
    اللهم ارحم جوعه وظمأه في هواجر المدينة ومكة وهو صائم ...
    اللهم ارحم بره بأبيه و أمه ...
    اللهم إني قد سلمته لأمرك , ورضيت بما قضيت له ؛ فأثبني عليه ثواب الصابرين ...


    لم تغرب شمس ذلك اليوم إلا كان عبد الله بن الزبير قد لحق بجوار ربه .



    موقفها من مقتل أبنها

    لما قتل الحجاج ابنها عبد الله بن الزبير دخل عليها، وقال: إن أمير المؤمنين أوصاني بك، فهل لك من حاجة؟ فقالت: لست لك بأم، ولكني أم المصلوب على رأس الثنية، ومالي من حاجة.

    ثم دخلت مكة بعد ثلاثة أيام من قتل ابنها، وهو مصلوب، فجاءت وقد كف بصرها، فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينزل، فقال الحجاج: المنافق، فقالت والله ما كان منافقاً، وإن كان لصواماً، قواماً براً، فقال: انصرفي ياعجوز، فإنك قد خرفت، قالت لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج من ثقيف كذاب ومبير، فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت. ثم أتي بجثة عبد الله إليها، فجعلت تحنطه بيدها، وتكفنه، وصلت عليه

    وفاتها

    وماتت بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير بليال، سنة ثلاث وسبعين. وهي آخر من مات من المهاجرين والمهاجرات
    وكانت رضي الله عنها قد ذكرت في وصيتها لأهلها:
    اجمروا ثيابي إذا مت، ثم حنطوني، ولا تذروا على كفني حنوطا، ولا تتبعوني بنار ولا تدفنوني ليلا.
    ودفنت بجوار ابنها عبد الله بن الزبير بمكة على الأرجح وقيل إنها ماتت بالمدينة ودفنت بها والله أعلم رضي الله عنها وأرضاها

    رحم الله الصحابية الجليلة أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها وأدخلها الفردوس الأعلى
    الصحبة الصالحة
    الصحبة الصالحة
    اشراف
    اشراف


    عدد المساهمات : 452
    نقاط : 698
    تاريخ التسجيل : 02/05/2010

    أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام Empty رد: أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام

    مُساهمة من طرف الصحبة الصالحة الجمعة 17 سبتمبر 2010, 4:19 am

    الصحبة الصالحة كتب:url=http://www.herosh.com]أسماء بنت أبى بكر أول فدائية فى الأسلام 494716422[/url]

    الصحابية أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها أول فدائية فى الأسلام

    أبوها

    أبو بكر الصديق بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

    أمها

    قتيلة بنت عبد العزى

    أختها
    السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها لأبيها
    أولادها
    عبدالله والمنذر وعروة، وعاصم، والمهاجر، وخديجة وأم الحسن وعائشة.

    أسلامها
    عاشت أسماء رضي الله عنها حياة كلها إيمان منذ بدء الدعوة الإسلامية، فهي من السابقات إلى الإسلام، ولقد أسلمت بمكة وبايعت النبي صلى الله علية وسلم على الأيمان والتقوى، ولقد تربت على مبادئ الحق والتوحيد والصبر متجسدة في تصرفات والدها، ولقد أسلمت عن عمر لا يتجاوز الرابعة عشرة، وكان إسلامها بعد سبعة عشر إنساناً..
    زواجها

    تزوجت من الصحابى الجليل الزبير بن العوام أبن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم
    وروى عروة عنها، قالت: تزوجني الزبير وما له شيء غير فرسه ; فكنت أسوسه وأعلفه، وأدق لناضحه النوى، وأستقي، وأعجن، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رأسي - وهي على ثلثي فرسخ فجئت يوما، والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر، فدعاني، فقال: إخ، إخ، ليحملني خلفه ; فاستحييت، وذكرت الزبير وغيرته.
    قالت: فمضى.
    فلما أتيت، أخبرت الزبير. فقال: والله، لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه! قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد بخادم، فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني

    lor=red]دورها فى الهجرة

    وفي أثناء الهجرة التي هاجر فيها المسلمين من مكة إلى المدينة، وظل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينتظر الهجرة مع النبي صلى الله علية وسلم من مكة، فأذن الرسول صلى الله علية وسلم بالهجرة معه، وعندما كان أبو بكر الصديق رضي لله عنه يربط الأمتعة ويعدها للسفر لم يجد حبلاً ليربط به الزاد الطعام والسقا فأخذت أسماء رضي الله عنها نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها فشقته نصفين وربطت به الزاد، وكان النبي صلى الله علية وسلم يرى ذلك كله، فسماها أسمـاء ذات النطــاقين رضي الله عنها، ومن هذا الموقف جاءت تسميتها بهذا اللقب.وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: (أبدلك الله عز وجل بنطاقك هذا نطاقين في الجنة)، وتمنت أسماء الرحيل مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبيها وذرفت الدموع، إلا إنها كانت مع أخوتها في البيت تراقب الأحداث وتنتظر الأخبار، وقد كانت تأخذ الزاد والماء للنبي صلى الله علية وسلم ووالدها أبي بكر الصديق غير آبهة بالليل والجبال والأماكن الموحشة، لقد كانت تعلم أنها في رعاية الله وحفظه ولم تخش في الله لومة لائم. فكانت أول فدائية فى الأسلام

    وفي أحد الأيام وبينما كانت نائمة أيقظها طرق قوي على الباب، وكان أبو جهل يقف والشر والغيظ يتطايران من عينيه، سألها عن والدها، فأجابت: إنها لا تعرف عنه شيئاً فلطمها لطمة على وجهها طرحت منه قرطها..
    وعندماخرج الصديق مهاجراً بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل معه ماله كله، ومقداره ستة آلاف درهم، ولم يترك لعياله شيئًا...
    فلما علم والده أبو قحافة برحيله - وكان ما يزال مشركاً - جاء إلى بيته وقال لأسماء:
    والله إني لأراه قد فجعكم بماله بعد أن فجعكم بنفسه...
    فقالت له:
    كلا يا أبتِ إنه قد ترك لنا مالاً كثير، ثم أخذت حصى ووضعته في الكوة التي كانوا يضعون فيها المال و ألقت عليه ثوب، ثم أخذت بيد جدها - وكان مكفوف البصر - وقالت:
    يا أبت، انظر كم ترك لنا من المال.
    فوضع يده عليه وقال:
    لا بأس... إذا كان ترك لكم هذا كله فقد أحسن.
    وقد أرادت بذلك أن تسكن نفس الشيخ، وألا تجعله يبذل لها شيئاً من ماله ذلك لأنها كانت تكره أن تجعل لمشرك عليها معروفاً حتى لو كان جدها


    هجرتها الى المدينة
    كانت أسماء بنت أبي بكر حاملاً وهي تقطع الصحراء اللاهبة مغادرة مكة إلى المدينة على طريق الهجرة العظيم، وما كادت تبلغ ( قباء ) عند مشارف المدينة حتى جاءها المخاض ونزل المهاجر الجنين أرض المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من الصحابة، وسمى عبد الله بن الزبير وحُمِل المولود الأول إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقبّله وحنّكه، فكان أول ما دخل جوف عبـد اللـه ريق الرسول الكريم وحمله المسلمون في المدينة وطافوا به المدينة مهلليـن مكبرين.

    أثرها فى الآخرين


    كانت رضي الله عنها تؤتى بالمرأة الموعوكة فتدعو بالماء فتصبه في جيبها وتقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبردوها بالماء، فإنها من فيح جهنم.
    وفي وقت رمي جمرة العقبة للضعفاء الذين يرخص لهم في ترك الوقوف بالمزدلفة: عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها {أنها قالت: أي بني، هل غاب القمر ليلة جمع؟ وهي تصلي، ونزلت عند المزدلفة. قال: قلت لا فصلت ساعة، ثم قالت: أي بني، هل غاب القمر؟ أو قد غاب، فقلت نعم قالت: فارتحلوا إذا، فارتحلنا بها حتى رمت الجمرة، ثم رجعت فصلت الصبح في منزله. فقلت له: أي هنتاه لقد غلستنا قالت: كلا يا بني، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للظعن{.
    ويروي عن هشام، بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق أنها كانت تلبس الثياب المعصفرات وهي محرمة، ليس فيهن زعفران.
    وعن فاطمة بنت المنذر أنها قالت: ما رأيت أسماء لبست إلا المعصفر، حتى لقيت الله عز وجل، وإن كانت لتلبس - الثوب يقوم قياما من العصفر.
    وعن ابن زرير أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: {إن نبي الله صلى الله عليه وسلم، أخذ حريرا في يمينه، وأخذ ذهبا فجعله في يساره، ثم قال إن هذين حرام على ذكور أمتي}


    الأحاديث التي نقلتها عن النبي صلى الله عليه وسلم

    السيدة أسماء رضي الله عنها روت الكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أكثر بنات الصحابة في ذلك بعد أختها عائشة رضي الله عنها فقد روت قرابة ثمانية وخمسين حديثا، بينما روى زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه ثمانية وثلاثين حديثا.

    وروى عنها ابناها عبد الله، وعروة وحفيدها عبد الله بن عروة ومولاها: عبد الله بن كيسان، وابن عباس ومحمد بن المنكدر ووهب بن كيسان.
    وكذلك فاطمة بنت المنذر بن الزبير وصفية بنت شيبة وأم كلثوم مولاة الحجبة وغيرهم.
    واتفق البخاري ومسلم على أربعة عشر حديثا لها وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بأربعة.

    عن أسماء قالت: أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس؟ فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقالت: سبحان الله قلت: آية فأشارت برأسها أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد اللهَ عز وجل النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم قال: ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب لا أدري أي ذلك قالت أسماء من فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري بأيهما قالت أسماء فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته..
    ويحدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت
    قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلي أمك..


    أخلاقها وصفاتها


    وكانت أسماء رضي الله عنها مثال الكرم والجود في العطاء فقد أوصاها النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد مر عليها وهي تحصي أي تعد شيئا وتكيله فقال لها: يا أسماء لا تحصي فيحصي الله عليك.

    فما أحصت شيئا بعد ذلك ولم ينفد رزقها أبدا. وكانت تحث بناتها على العطاء بسخاء فتقول لهن: بناتي تصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن إن انتظرتن الفضل لن تجدنه، وإن تصدقتن تجدن فقده.



    كَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ سَخِيَّةَ النَّفْسِ.
    عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، سَمِعتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُوْلُ:
    مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ؛ وَجُوْدُهُمَا مُخْتَلِفٌ: أَمَّا عَائِشَةُ، فَكَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ عِنْدَهَا وَضَعَتْهُ مَوَاضِعَهَ، وَأَمَّا أَسْمَاءُ، فَكَانَتْ لاَ تَدَّخِرُ شَيْئاً لِغَدٍ.

    قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ تَصْدَعُ، فَتَضَعُ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا، وتقول: بِذَنبِي، وَمَا يَغْفِرُهُ اللهُ أَكْثَرُ.

    عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ: أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تَمْرَضُ المَرْضَةَ، فَتَعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوْكٍ لَهَا.

    قَالَ الوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا، أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَخَذَتْ عَنْ أَبِيْهَا.

    عن شُعَيْبُ بنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:
    قَالَتْ أَسْمَاءُ لابْنِهَا: يَا بُنَيَّ، عِشْ كَرِيْماً، وَمُتْ كَرِيْماً، لاَ يَأْخُذْكَ القَوْمُ أَسِيْراً.

    قَالَ عُرْوَةُ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَخِي - قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ - عَلَى أُمِّنَا بِعَشْرِ لَيَالٍ، وَهِيَ وَجِعَةٌ.
    فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ؟
    قَالَتْ: وَجِعَةٌ.
    قَالَ: إِنَّ فِي المَوْتِ لَعَافِيَةً.
    قَالَتْ: لَعَلَّكَ تَشْتَهِي مَوْتِي؛ فَلاَ تَفْعَلْ.
    وَضَحِكَتْ، وَقَالَتْ: وَاللهِ، مَا أَشْتَهِي أَنْ أَمُوْتَ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْكَ: إِمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبُكَ؛ وَإِمَّا أَنْ تَظْفَرَ فَتَقَرَّ عَيْنِي، إِيَّاكَ أَنْ تُعْرَضَ عَلَى خُطَّةٍ فَلاَ تُوَافِقَ، فَتَقْبَلُهَا كَرَاهِيَةَ المَوْتِ.
    قَالَ: وَإِنَّمَا عَنَى أَخِي أَنْ يُقْتَلَ، فَيَحْزُنُهَا ذَلِكَ.


    علمها وفقهها

    وعن علمها وفقهها رضي الله عنها كانت مثل أختها السيدة عائشة رضي الله عنها ذات علم في الدنيا وفقه، روت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من فقيهات نساء الصحابة، وحدث عنها عدد من الصحابة والتابعين منهم حفيدها عبد الله بن عروة بن الزبير فقال: قلت لجدتي أسماء: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم، كما نعتهم الله. قال: فإن ناسا ها هنا إذا سمع أحدهم القرآن خر مغشيا عليه. قالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

    وكانت إذا صلت أطالت القيام والقراءة والتدبر حتى تظل تكرر الآية مرارا وتكرارا من الخوف والوجل من الله عز وجل.

    ومما يروى عن ورعها وتقواها أيضا لما كانت أسماء ذات فقه في الدين وورع شديد فإنها حين جاءت أمها، وكانت مشركة، بهدايا، أبت أن تقبلها حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رد الرسول صلى الله عليه وسلم أن تقبل الهدايا وأن تبر أمها لقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). وهذا الحديث أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه وغيره من أصحاب السنن.



    نصيحتها لأبنها عبد الله

    وفي خلافة ابنها عبد الله أميراً للمؤمنين جاءت فحدثته بما سمعت عن رسول الله بشأن الكعبة فقال: إن أمي أسماء بنت أبي بكر الصديق حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: (لولا حداثة عهد قومك بالكفر، لرددت الكعبة على أساس إبراهيم، فأزيد في الكعبة من الحجر). فذهب عبد الله بعدها وأمر بحفر الأساس القديم، وجعل لها بابين، وضم حجر إسماعيل إليها، هكذا كانت تنصح ابنها ليعمل بأمر الله ورسوله..
    وقبيل مصرع عبد الله بن الزبير بساعاتٍ دخل على أمه أسماء - وكانت عجوزاً قد كف بصرها - فقال:
    السلام عليك يا أُمَّه ورحمة الله وبركاته.
    فقالت: وعليك السلام يا عبدا لله...
    ما الذي أقدمك في هذه الساعة، والصخور التي تقذفها منجنيقات الحَجَّاج على جنودك في الحرم تهز دور مكة هزًا؟!
    قال: جئت لأستشيرك.
    قالت: تستشيرني... في ماذا؟!
    قال: لقد خذلني الناس وانحازوا عني رهبة من الحجاج أو رغبة بما عنده حتى أولادي وأهلي انفضوا عني، ولم يبق معي إلا نفر قليل من رجالي، وهم مهما عظم جلدهم فلن يصبروا إلا ساعة أو ساعتين...
    وأرسل بني أمية يفاوضونني على أن يعطونني ما شئت من الدنيا إذا ألقيت السلاح وبايعت عبد الملك بن مروان، فما ترين؟
    فعلا صوتها وقالت:
    الشأن شأنك يا عبد الله، و أنت أعلم بنفسك...
    فإن كنت تعتقد أنك على حق، و تدعوا إلى حق،فاصبر وجالد كما صبر أصحابك الذين قتلوا تحت رايتك...
    وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت... أهلكت نفسك، وأهلكت رجالك.
    قال: ولكني مقتول اليوم لا محالة.
    قالت: ذلك خير لك من أن تسلم نفسك للحجاج مختارًا، فيلعب برأسك غلمان بني أمية.
    قال: لست أخشى القتل، وإنما أخاف أن يمثِّلوا بي.
    قالت: ليس بعد القتل ما يخافه المرء فالشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ فأشرقت أسارير وجهه وقال: بوركتِ من أم، وبوركت مناقبك الجليلة؛ فأنا ما جئت إليك في هذه الساعة إلا لأسمع منك ما سمعت، والله يعلم أنني ما وهنت ولا ضعفت، وهو الشهيد علي أنني ما قمت بما قمت به حبا بالدنيا وزينتها، وإنما غضباً لله أن تستباح محارمه...
    وهاأنذا ماض إلى ما تحبين، فإذا أنا قتلت فلا تحزني علي وسلمي أمرك لله
    قالت: إنما أحزن عليك لو قتلت في باطل.
    قال: كوني على ثقة بأن ابنك لم يتعمد إتيان منكر قط، ولا عمل بفاحشة قط، ولم يجر في حكم الله، ولم يغدر في أمان، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، ولم يكن شيء عنده آثر من رضى الله عز وجل...
    لا أقول ذلك تزكية لنفسي؛ فالله أعلم مني بي، وإنما قلته لأدخل العزاء على قلبك.
    فقالت: الحمد لله الذي جعلك على ما يحب و أُحب...
    اقترب مني يا بني لأتشمم رائحتك وألمس جسدك فقد يكون هذا آخر العهد بك. فأكب عبدالله على يديها ورجليها يوسعهما لثماً , و أجالت في أنفها في رأسه ووجهه وعنقه تشممه و تقبله ...

    وأطلقت يديها تتلمس جسده ثم ما لبثت أن ردتهما عنه وهي تقول :
    ماهذا الذي تلبسه يا عبدالله ؟ّ

    قال : درعي .

    قالت : ماهذا يابني لباس من يريد الشهادة .

    قال : إنما لبستها لأطيب خاطرك , و أسكن قلبك .

    قالت:انزعها عنك, فذلك أشد لِحَمِيَّتِمَ و أقوى لوثبتك و أخف لحركتك ...
    ولكن البس بدلاً منها سراويل مضاعفة حتى إذا صرعت لم تنكشف عورتك .
    نزع عبدالله بن الزبير درعه , وشد عليه سراويله , ومضى إلى الحرم لمواصلة القتال وهو
    يقول :لا تفتري عن الدعاء لي يا أُمَّه .

    فرفعت كفيها إلى السماء وهي تقول :
    اللهم ارحم طول قيامه وشدة نحيبه في سواد الليل والناس نيام ...
    اللهم ارحم جوعه وظمأه في هواجر المدينة ومكة وهو صائم ...
    اللهم ارحم بره بأبيه و أمه ...
    اللهم إني قد سلمته لأمرك , ورضيت بما قضيت له ؛ فأثبني عليه ثواب الصابرين ...


    لم تغرب شمس ذلك اليوم إلا كان عبد الله بن الزبير قد لحق بجوار ربه .



    موقفها من مقتل أبنها

    لما قتل الحجاج ابنها عبد الله بن الزبير دخل عليها، وقال: إن أمير المؤمنين أوصاني بك، فهل لك من حاجة؟ فقالت: لست لك بأم، ولكني أم المصلوب على رأس الثنية، ومالي من حاجة.

    ثم دخلت مكة بعد ثلاثة أيام من قتل ابنها، وهو مصلوب، فجاءت وقد كف بصرها، فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينزل، فقال الحجاج: المنافق، فقالت والله ما كان منافقاً، وإن كان لصواماً، قواماً براً، فقال: انصرفي ياعجوز، فإنك قد خرفت، قالت لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج من ثقيف كذاب ومبير، فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت. ثم أتي بجثة عبد الله إليها، فجعلت تحنطه بيدها، وتكفنه، وصلت عليه

    وفاتها

    وماتت بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير بليال، سنة ثلاث وسبعين. وهي آخر من مات من المهاجرين والمهاجرات
    وكانت رضي الله عنها قد ذكرت في وصيتها لأهلها:
    اجمروا ثيابي إذا مت، ثم حنطوني، ولا تذروا على كفني حنوطا، ولا تتبعوني بنار ولا تدفنوني ليلا.
    ودفنت بجوار ابنها عبد الله بن الزبير بمكة على الأرجح وقيل إنها ماتت بالمدينة ودفنت بها والله أعلم رضي الله عنها وأرضاها

    رحم الله الصحابية الجليلة أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها وأدخلها الفردوس الأعلى

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 07 مايو 2024, 3:45 am