اسم الله العظيم
--------------------------------------------------------------------------------
يمكن أن نقول: فلانٌ عظيمٌ في العلم، أي يتمتَّع بعلمٍ غزير، ونقول فلانٌ عظيمٌ في المال، وقد نقول عظيمُ القرية أي سيِّدها، والعظيم مشتقٌ من العظم .. والعَظْمُ ؛ هو الضخامة والعزُّ والمجد والكبرياء .. الشيءُ العظيم أي الشيءُ القوي ، الشيءُ الضخم، الشيءُ العزيز، الشيءُ الماجد، ذو الكبرياء.
أما إذا قلنا: إنَّ الله سبحانه وتعالى عظيم، فمعنى ذلك: أنه عظيمٌ في وجوده.. المخلوقات موجودة، والبحر موجود، والإنسان كذلك موجودٌ، والحيوانات موجودة، والنبات موجود، لكن هذه الموجودات جميعاً سبقها عدم، وسوف تنتهي إلى عدم .. أما إذا قلنا: إنَّ الله عظيمٌ في وجوده؛ أي؛ وجوده أزليٌ أبديٌ، لا شيء قبله، ولا شيء بعده، هو الحيُّ الباقي على الدوام.
أنت موجود والله موجود، وشتَّان بين الوجودين، أولاً: وجود الإنسان يسبقه عدم وينتهي إلى عدم، وجود الإنسان مفتقرٌ إلى شروطٍ لا يملكها، فمن منا يملك استمرار وجوده؟ لا أحد فقد قال تعالى:
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (سورة الزمر)
وجود الإنسان متعلِّقٌ بشروط، لو منعت عنه الهواء يموت، لو منعت عنه الماء يموت، ولو منعت عنه الطعام إلى أمدٍ معلوم يموت، لو حرمته من الزوجة يختلَّ توازنه، لو حرمته من الأولاد يشعر بالقلق، وجود الإنسان وجودٌ قائم على غيره، على شروطٍ لا يملكها، لكنَّ وجود الله سبحانه وتعالى ذاتي لذلك قال تعالى:
قُلْ هُوَ اللَّهُ * أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ (سورة الإخلاص)
فشتّان بين الوجودين، فالله سبحانه وتعالى عظيمٌ في وجوده، عظيمٌ في علمه، عِلْمنَا الآن في هذا المكان، لا يمكن أن يتجاوز الجدران، ماذا يجري في الشارع؟ لا نعلم، ماذا في البيت؟ لا نعلم علمه محدود متعلِّق بالحواس الخمس، ومتعلِّق بالحواجز، لكنَّ علم الله سبحانه وتعالى علمٌ مطلق تعلَّق بكلِّ ممكن فقد قال تعالى :
وَاللَّهُ بِكُلِِ شَيْءٍ عَلِيمٌ (سورة الحجرات)
عظيمٌ في قدرته، فمثلا بحسب علم الأطبّاء يقال لك : هذا مرضٌ عضال لا شفاء منه . الإنسان أحياناً يتوجَّه إلى الله عزَّ وجلَّ بالدعاء ؛ فتقف هذه الخلايا التي تنمو نمواً عشوائياً ، وينحسر المرض ، ويظهر الله آياته .. عظيمٌ في قدرته .. عظيمٌ في قهره ؛! سبحان من قهر عباده بالموت، قهر الجبابرة، قهر الطغاة، قهر الذين نازعوه الكبرياء والعظمة.
الله عظيمٌ في وجوده ، عظيمٌ في علمه ، عظيمٌ في قدرته ، عظيمٌ في قهره ، عظيمٌ في سلطانه، عظيمٌ في نفاذ حكمه .. قد يتمنّى الإنسان مثلا مئات الحاجات والأشياء فلا تتحقق، ولكنَّ الله سبحانه وتعالى فعالٌ لما يريد، إذا أراد شيئاً يقول: كن فيكون .. كلُّ شيءٍ وقع أراده الله ، كلُّ شيءٍ أراده الله وقع، وأشدُّ الناس خسارةً من ربط مصيره بمصير إنسان ، لأنَّ هذا الإنسان لا يملك له نفعاً ولا ضرّاً ، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشورًا ، ولا رِزقاً ولا عطاءً ولا حرمانا.
أرسل أحد الولاة إلى سيِّدنا عمر بن عبد العزيز رسالةً قال فيها: يا أمير المؤمنين إنَّ أُناساً قد اغتصبوا مالاً ليس لهم، لستُ أقدر على استخراجه منهم، إلا أن أمسَّهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلته.
فقال هذا الخليفة الراشد: يا سبحان الله .. أتستأذنني في تعذيب بشر ؟ وهل أنا لك حصنٌ من عذاب الله ؟ وهل رضائي عنك يُنجيك من سخط الله ؟ أقم عليهم البيِّنة، فإن قامت فخذهم بالبيِّنة، فإن لم تقُم فادعهم إلى الإقرار، فإن أقرّوا فخذهم بإقرارهم، فإن لم يُقرّوا فادعهم لحلف اليمين، فإن حلفوا فأطلق سراحهم، وايمُ الله لأن يلقوا الله بخيانتهم، أهون من أن ألقى الله بدمائهم، هل أنا لك حصنٌ من عذاب الله ؟
من الممكن أن يحيط البشر إنسانا عاديا بهالةٍ عظيمة، فبعض شعوب آسيا المتخلِّفة يأتون كاهنا من كهانهم بطفل فيسمونه إلهاً، ويحاط بالتعظيم، والإجلال والإكبار والتقديس،.. فصار هذا الطفل عند كبره إلهاً لهم، ويعظّمه الناس، فهو عظيمٌ لأنَّ الناس عظَّموه، أما هو في ذاته ليس بعظيم، أما إذا قلت: إنَّ الله عظيم؛ لا لأنَّ العباد عظَّموه، لا .. لكن؛ لأنَّه عظيمٌ في ذاته، هومستغنٍ عن تعظيم العباد له.
أحياناً لشدّة ما يُحاط الإنسان بالتعظيم ؛ يبدو للناس عظيماً ، لكنَّ الله سبحانه وتعالى ليس كذلك ، فهو عظيمٌ ، سواء أَعظَّمه الناس أو لم يُعظِّموه ، أعرفوه أم لم يعرفوه ، أقدَّسوه أم لم يُقدِّسوه.
وقيل : العظيم الذي لا تهتدي العقول لوصف عظمته ، ولا تحيط بكنهه بصيرة . أي يستحيل أن تحيط بعظمة الله ، من المعاني الدقيقة جداً التي يمكن أن تفسِّر قوله تعالى : وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك (سورة غافر)
ما ذنب النبي عليه الصلاة والسلام ؟ وقد قال تعالى :
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ (سورة الفتح)
وقد قال تعالى كذلك :
لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ (سورة التوبة)
" لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ " ما الذنب الذي ارتكبه النبي ؟! قال بعض العلماء : " هذه خاصَّةٌ برسول الله ، لأنّه كلَّما عرف جانباً من عظمة الله، استحيى من المعرفة السابقة ، وكلَّما ارتقت معرفته بالله رأى أنَّه أذنب في حقِّ الله، حينما عرفه أقلَّ مما ينبغي ".
إذا كنت مثلاً ولله المثل الأعلى .. تتصوَّر إنساناً يحمل شهادة الليسانس ثم تفاجأ بأنَّه يحمل الماجستير ، ظننته يحمل ماجستيرًا ثم تفاجأ أنه يحمل دكتوراه ، ظننته يحمل دكتوراه ثم تفاجأ بأنَّ له ثلاثين مؤلّفاً بعض هذه المؤلَّفات فريد نوعها في العالم ، فكلَّما أدركت جانباً من علمه تكشَّف لك علمٌ لا تعرفه ، إذاً أنت تشعر أنَّك مقصِّرٌ في معرفته ، فربّما كان ذنب النبيُّ عليه الصلاة والسلام ، أنَّه كلَّما تكشَّف له جانبٌ من عظمة الله عزَّ وجلَّ ، شعر أنَّ معرفته السابقة هي ذنبٌ وقع فيه فلزمه الاستغناء جراء ذلك.
أيها القراء الكرام .. ما من مخلوقٍ من بني البشر إلا ما ندر إلا وهو يؤمن بالله ، لكنَّ الإيمان الذي يُنجّي هو أن تؤمن بالله العظيم ، إن آمنت أنَّه عظيم ؛ استحييت أن تعصيه ، وكبر عليك أن تعرض عنه ، العبرة أن تؤمن بالله العظيم ، إنَّك إن لم تؤمن بالله العظيم، لن تُطيع الله عزَّ وجلَّ ، اسأل هؤلاء الناس الذين يعصون الله عزَّ وجلَّ ليلاً ونهاراً في كسب أموالهم، وفي علاقاتهم بالنساء ، وفي عدوانهم على الآخرين ، وفي انحيازهم لمصالحهم ، اسأل هؤلاء الناس : ألا تؤمن بوجود الله ؟ فستجده يقول لك : أعوذ بالله أنا مؤمن.
إذًا كيف تعصيه ؟! لأنَّه ما آمن بالله العظيم .. هو آمن بالله ؛ لكنَّه ما آمن بالله العظيم ، آمن بأنَّ لهذا الكون خالقاً ، لكن ما آمن بالله العظيم ، الإيمان بأنَّ لهذا الكون خالقاً ؛ هذه ضرورةٌ فطريَّة ، أما الإيمان الكسبيّ الذي يبنى على جهدٍ بشريّ ؛ هو أن تؤمن بالله العظيم ، لأنَّ الإيمان بالله العظيم يحملك على طاعة الله العظيم ، وأيُّ إيمان لا يحملك على طاعة الله لا قيمة له، لا يُقدِّم ولا يؤخِّر ، أرأيت إلى إبليس ، أليس مؤمناً فقد قال :
قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي (سورة الحجر)
وقال في آية أخرى :
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (سورة ص)
لكن هذه المعرفة وهذه الأقوال لم تغنه شيئًا ، فقد عصى الله وكفر.
وأحياناً تجد راقصة تقول : الله قد وفَّقها بأداء هذه الرقصة ، إذاً فهي مثل أبليس تماماً " فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ " فهل هذ إيمان ؟! هذا إيمان إبليسي ، أي إنَّك أن آمنت أنَّ لهذا الكون إلهاً فهذا إيمان ، لكن لا يرقى بك إلى السعادة ؛ لأنَّه ما حملك على طاعة الله ، كيفَّ أنَّ إبليس " قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ " .
وفي الآية الأولى " قَالَ رَبِّ " ولكنّه ما آمن بالله العظيم، فلو أنه آمن بالله العظيم لخشع قلبه لذكر الله .
فالإنسان أحياناً يتساءل يا تُرى حينما قال ربُّنا سبحانه وتعالى :
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِى سِلْسِلَة ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللهِ (سورة الحاقة)
يا ترى لِمَ استحقَّ النار ؟ لأنَّه ما آمن بالله العظيم ؟ إنّ الجواب الشافي أنَّه حينما لم يؤمن بالله العظيم فقد هان أمر الله عليه ، وعصى أمر ربِّه العظيم ، استحقَّ النار على معصية ، وعلى عدوان ، وعلى انحراف ، وعلى إغواء ، فإن لم تؤمن بالله العظيم ، فلن تطيع الله عزَّ وجلَّ ، فالعذاب في النار على المعاصي والآثام ، وعلى البغي والعدوان ، وهذه نتيجة جهل الإنسان قدْر ربّه .
الآن ما هو المنعكس الذي ينعكس على المؤمن من هذا الإسم العظيم ؟ أجل ؛ أتساءل لأثير خواطر القارىء الكريم.
أنت مؤمن .. وهذا موضوعٌ دقيق بالغ الدقَّة .. إن رأيت عظمة الله عزَّ وجلَّ ، تلاشت عظمة نفسك . فأحياناً تجد إنساناً يملك مركبة صنعت في عام ثمانية وأربعين ، فيها كلّ علّة ، فلو رأى مركبة حديثة مصنوعة في العام ستّة وتسعين، فهل سيرى نفسه شيئًا بمركبته الأولى ؟ سيتضاءل وسيتلاشى !!
بائع متجوِّل قعد أمام عضو غرفة تجارة وحجمه المالي ثمانمئة مليون فهل سيقول : أنا تاجر ؟ ومثله ممرض أمام جرّاحٍ للقلب ، والأمثلة كثيرة فالإنسان أمام خالق الأكوان هل يقول لك : أنا.
فهذا حال الفناء .. إن رأيت الله عظيماً تلاشت ذاتك ، فتجد المؤمن متواضعاً لأنَّه رأى عظمة الله ، فلا يقول : أنا فتذوب أناه ، يا رب أنت العالم، ونحن الجهلاء ، إلهي أنت القويّ ونحن الضعفاء ، ربي أنت الغنيّ ونحن الفقراء ، يا رب : نحن بك
فأوَّل أدبٍ يتأدَّبُ به المؤمن مع اسم الله العظيم .. أنَّ الكبر والاستعلاء والغطرسة والاعتداد بالنفس يتلاشى ، وحينما يتلاشى الكبر والاستعلاءُ والغطرسة والاعتداد بالنفس ، يزيده الله عزّاً .
فهل تعتقدون أنَّ هناك في الأرض إنساناً أعزَّه الله ، ورفع ذكره، وأعلى مقامه كرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أنا لا أعتقد . اذهب إلى المدينة المنوَّرة في أيّ وقت ، فهل من المعقول أن ترى جامعاً يتّسع لثلاثة ملايين إنسان، جاؤوا من أقطار الدنيا؛ من باكستان وأمريكا والفلبّين، ومن أستراليا من الصين من الهند وغيرها، جاؤوا ليزوروا هذا الإنسان ، فمَنْ هذا الإنسان وماذا أعطاهم ؟ يقفون أمامه خاشعين يبكون ، أنا لا أعتقد أنَّ في الأرض كلِّها إنساناً رفع الله ذكره وأعلى مقامه وأعزَّه كرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت نفسه لا أعتقد أنَّ إنساناً افتقر إلى الله ، وتذلل له ، وتلاشى أمامه كرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالقضيَّة محيِّرة .. كلَّما ازدتَّ افتقاراً إلى الله ، أعزَّك . كلَّما ازدتَّ افتقاراً وتذللاً وتواضعاً ، رفع الله لك ذكرك . النبيُّ -عليه الصلاة والسلام -يُذْكَرُ كلّما ذُكرَ الله في قولك : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أنَّ سيِّدنا محمّداً رسول الله ، خمس مرات على مدار عقارب الساعة في الكون الرحيب
صدقني أيُّها الأخ الكريم ... بكل انجازاتك قل : هذا من فضل ربّي ، قل الله وفَّقني ، الله أكرمني ، الله سمح لي أن أتكلَّم عنه ، الله أطلق لساني ، الله أعانني على طاعته ، أعانني على تربية أولادي ، أعانني على كسب رزقي ، أعانني على الاستقامة
أذلَّة في العُدة والعَدد، ثلاثمائة رجل فقط من الصحابة ، وقريش القبيلة العريقة القويَّة ، الأبطال الصناديد ، الفرسان ، والأسلحة ، سيوفاً خيولاً .. " وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ " .
أما بحنين .. فقد كان أصحاب النبي عشرة آلاف ، أقوياء عُدّة وعددًا قال الله تعالى لهم : إذاً فانتظروا ما سيصيبكم بسبب عُجْبِكم لنقرأ الآية الكريمة :
وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (سورة التوبة)
العظيم ؛ قد لا تُدركه عامَّة العقول ؛ لكنَّ بعض العقول تدركه ، فقل لأحد الناس ما هي الذرَّة ؟ يقول لك : ذرَّة قمح ذرة تراب . لا .. الذرَّة ؛ شيء موضوعه كبير جداً ، وهو موضوع في علم الفيزياء ذو تعقيد كبير جداً ، كلّ عناصر الكون ذرَّات ، وهي تتكوَّن من نويّة موجبة الشحنة ، وجسيم سالب الشحنة - إلكترون - ومدارات يدور فيها هذا الإلكترون ، الذرَّة العقول البسيطة لا تحيط بها ، أما دكاترة العلوم يعرفون عنها الشيء الكثير.
فالشيء العظيم هو الذي تعرفه بعض العقول .. الذي تستحيل أن تحيط به كلُّ العقول .
المعنى الثاني .. إن رأيت أنَّ الله عظيم ؛ ينبغي أن تُعظِّم أمره ، إن رأيت أنَّ الله عظيم ؛ ينبغي أن تتلاشى أمامه فأنت صغير صغير، إن رأيت أنَّ الله عظيم ! ينبغي أن تعظم أمره.
بعض العلماء تكلَّموا عن أدب المؤمن مع الله العظيم ، فذكروا " أنَّ من غلب على عقله تعظيم الله عزَّ وجلَّ ، خضع لهيبته ، ورضي بقسمته ، ولا يرضى بدونه عِوضاً ، ولا يُنازع له اختياراً ، ويبذل في رضاه كلَّ مستطاع ، لأنَّ من أدرك عظمة ربِّه ، صغرت عنده الدنيا بما فيها ، فإذا أهمَّه أمرٌ قال : يا عظيم ".
--------------------------------------------------------------------------------
يمكن أن نقول: فلانٌ عظيمٌ في العلم، أي يتمتَّع بعلمٍ غزير، ونقول فلانٌ عظيمٌ في المال، وقد نقول عظيمُ القرية أي سيِّدها، والعظيم مشتقٌ من العظم .. والعَظْمُ ؛ هو الضخامة والعزُّ والمجد والكبرياء .. الشيءُ العظيم أي الشيءُ القوي ، الشيءُ الضخم، الشيءُ العزيز، الشيءُ الماجد، ذو الكبرياء.
أما إذا قلنا: إنَّ الله سبحانه وتعالى عظيم، فمعنى ذلك: أنه عظيمٌ في وجوده.. المخلوقات موجودة، والبحر موجود، والإنسان كذلك موجودٌ، والحيوانات موجودة، والنبات موجود، لكن هذه الموجودات جميعاً سبقها عدم، وسوف تنتهي إلى عدم .. أما إذا قلنا: إنَّ الله عظيمٌ في وجوده؛ أي؛ وجوده أزليٌ أبديٌ، لا شيء قبله، ولا شيء بعده، هو الحيُّ الباقي على الدوام.
أنت موجود والله موجود، وشتَّان بين الوجودين، أولاً: وجود الإنسان يسبقه عدم وينتهي إلى عدم، وجود الإنسان مفتقرٌ إلى شروطٍ لا يملكها، فمن منا يملك استمرار وجوده؟ لا أحد فقد قال تعالى:
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (سورة الزمر)
وجود الإنسان متعلِّقٌ بشروط، لو منعت عنه الهواء يموت، لو منعت عنه الماء يموت، ولو منعت عنه الطعام إلى أمدٍ معلوم يموت، لو حرمته من الزوجة يختلَّ توازنه، لو حرمته من الأولاد يشعر بالقلق، وجود الإنسان وجودٌ قائم على غيره، على شروطٍ لا يملكها، لكنَّ وجود الله سبحانه وتعالى ذاتي لذلك قال تعالى:
قُلْ هُوَ اللَّهُ * أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ (سورة الإخلاص)
فشتّان بين الوجودين، فالله سبحانه وتعالى عظيمٌ في وجوده، عظيمٌ في علمه، عِلْمنَا الآن في هذا المكان، لا يمكن أن يتجاوز الجدران، ماذا يجري في الشارع؟ لا نعلم، ماذا في البيت؟ لا نعلم علمه محدود متعلِّق بالحواس الخمس، ومتعلِّق بالحواجز، لكنَّ علم الله سبحانه وتعالى علمٌ مطلق تعلَّق بكلِّ ممكن فقد قال تعالى :
وَاللَّهُ بِكُلِِ شَيْءٍ عَلِيمٌ (سورة الحجرات)
عظيمٌ في قدرته، فمثلا بحسب علم الأطبّاء يقال لك : هذا مرضٌ عضال لا شفاء منه . الإنسان أحياناً يتوجَّه إلى الله عزَّ وجلَّ بالدعاء ؛ فتقف هذه الخلايا التي تنمو نمواً عشوائياً ، وينحسر المرض ، ويظهر الله آياته .. عظيمٌ في قدرته .. عظيمٌ في قهره ؛! سبحان من قهر عباده بالموت، قهر الجبابرة، قهر الطغاة، قهر الذين نازعوه الكبرياء والعظمة.
الله عظيمٌ في وجوده ، عظيمٌ في علمه ، عظيمٌ في قدرته ، عظيمٌ في قهره ، عظيمٌ في سلطانه، عظيمٌ في نفاذ حكمه .. قد يتمنّى الإنسان مثلا مئات الحاجات والأشياء فلا تتحقق، ولكنَّ الله سبحانه وتعالى فعالٌ لما يريد، إذا أراد شيئاً يقول: كن فيكون .. كلُّ شيءٍ وقع أراده الله ، كلُّ شيءٍ أراده الله وقع، وأشدُّ الناس خسارةً من ربط مصيره بمصير إنسان ، لأنَّ هذا الإنسان لا يملك له نفعاً ولا ضرّاً ، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشورًا ، ولا رِزقاً ولا عطاءً ولا حرمانا.
أرسل أحد الولاة إلى سيِّدنا عمر بن عبد العزيز رسالةً قال فيها: يا أمير المؤمنين إنَّ أُناساً قد اغتصبوا مالاً ليس لهم، لستُ أقدر على استخراجه منهم، إلا أن أمسَّهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلته.
فقال هذا الخليفة الراشد: يا سبحان الله .. أتستأذنني في تعذيب بشر ؟ وهل أنا لك حصنٌ من عذاب الله ؟ وهل رضائي عنك يُنجيك من سخط الله ؟ أقم عليهم البيِّنة، فإن قامت فخذهم بالبيِّنة، فإن لم تقُم فادعهم إلى الإقرار، فإن أقرّوا فخذهم بإقرارهم، فإن لم يُقرّوا فادعهم لحلف اليمين، فإن حلفوا فأطلق سراحهم، وايمُ الله لأن يلقوا الله بخيانتهم، أهون من أن ألقى الله بدمائهم، هل أنا لك حصنٌ من عذاب الله ؟
من الممكن أن يحيط البشر إنسانا عاديا بهالةٍ عظيمة، فبعض شعوب آسيا المتخلِّفة يأتون كاهنا من كهانهم بطفل فيسمونه إلهاً، ويحاط بالتعظيم، والإجلال والإكبار والتقديس،.. فصار هذا الطفل عند كبره إلهاً لهم، ويعظّمه الناس، فهو عظيمٌ لأنَّ الناس عظَّموه، أما هو في ذاته ليس بعظيم، أما إذا قلت: إنَّ الله عظيم؛ لا لأنَّ العباد عظَّموه، لا .. لكن؛ لأنَّه عظيمٌ في ذاته، هومستغنٍ عن تعظيم العباد له.
أحياناً لشدّة ما يُحاط الإنسان بالتعظيم ؛ يبدو للناس عظيماً ، لكنَّ الله سبحانه وتعالى ليس كذلك ، فهو عظيمٌ ، سواء أَعظَّمه الناس أو لم يُعظِّموه ، أعرفوه أم لم يعرفوه ، أقدَّسوه أم لم يُقدِّسوه.
وقيل : العظيم الذي لا تهتدي العقول لوصف عظمته ، ولا تحيط بكنهه بصيرة . أي يستحيل أن تحيط بعظمة الله ، من المعاني الدقيقة جداً التي يمكن أن تفسِّر قوله تعالى : وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك (سورة غافر)
ما ذنب النبي عليه الصلاة والسلام ؟ وقد قال تعالى :
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ (سورة الفتح)
وقد قال تعالى كذلك :
لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ (سورة التوبة)
" لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ " ما الذنب الذي ارتكبه النبي ؟! قال بعض العلماء : " هذه خاصَّةٌ برسول الله ، لأنّه كلَّما عرف جانباً من عظمة الله، استحيى من المعرفة السابقة ، وكلَّما ارتقت معرفته بالله رأى أنَّه أذنب في حقِّ الله، حينما عرفه أقلَّ مما ينبغي ".
إذا كنت مثلاً ولله المثل الأعلى .. تتصوَّر إنساناً يحمل شهادة الليسانس ثم تفاجأ بأنَّه يحمل الماجستير ، ظننته يحمل ماجستيرًا ثم تفاجأ أنه يحمل دكتوراه ، ظننته يحمل دكتوراه ثم تفاجأ بأنَّ له ثلاثين مؤلّفاً بعض هذه المؤلَّفات فريد نوعها في العالم ، فكلَّما أدركت جانباً من علمه تكشَّف لك علمٌ لا تعرفه ، إذاً أنت تشعر أنَّك مقصِّرٌ في معرفته ، فربّما كان ذنب النبيُّ عليه الصلاة والسلام ، أنَّه كلَّما تكشَّف له جانبٌ من عظمة الله عزَّ وجلَّ ، شعر أنَّ معرفته السابقة هي ذنبٌ وقع فيه فلزمه الاستغناء جراء ذلك.
أيها القراء الكرام .. ما من مخلوقٍ من بني البشر إلا ما ندر إلا وهو يؤمن بالله ، لكنَّ الإيمان الذي يُنجّي هو أن تؤمن بالله العظيم ، إن آمنت أنَّه عظيم ؛ استحييت أن تعصيه ، وكبر عليك أن تعرض عنه ، العبرة أن تؤمن بالله العظيم ، إنَّك إن لم تؤمن بالله العظيم، لن تُطيع الله عزَّ وجلَّ ، اسأل هؤلاء الناس الذين يعصون الله عزَّ وجلَّ ليلاً ونهاراً في كسب أموالهم، وفي علاقاتهم بالنساء ، وفي عدوانهم على الآخرين ، وفي انحيازهم لمصالحهم ، اسأل هؤلاء الناس : ألا تؤمن بوجود الله ؟ فستجده يقول لك : أعوذ بالله أنا مؤمن.
إذًا كيف تعصيه ؟! لأنَّه ما آمن بالله العظيم .. هو آمن بالله ؛ لكنَّه ما آمن بالله العظيم ، آمن بأنَّ لهذا الكون خالقاً ، لكن ما آمن بالله العظيم ، الإيمان بأنَّ لهذا الكون خالقاً ؛ هذه ضرورةٌ فطريَّة ، أما الإيمان الكسبيّ الذي يبنى على جهدٍ بشريّ ؛ هو أن تؤمن بالله العظيم ، لأنَّ الإيمان بالله العظيم يحملك على طاعة الله العظيم ، وأيُّ إيمان لا يحملك على طاعة الله لا قيمة له، لا يُقدِّم ولا يؤخِّر ، أرأيت إلى إبليس ، أليس مؤمناً فقد قال :
قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي (سورة الحجر)
وقال في آية أخرى :
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (سورة ص)
لكن هذه المعرفة وهذه الأقوال لم تغنه شيئًا ، فقد عصى الله وكفر.
وأحياناً تجد راقصة تقول : الله قد وفَّقها بأداء هذه الرقصة ، إذاً فهي مثل أبليس تماماً " فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ " فهل هذ إيمان ؟! هذا إيمان إبليسي ، أي إنَّك أن آمنت أنَّ لهذا الكون إلهاً فهذا إيمان ، لكن لا يرقى بك إلى السعادة ؛ لأنَّه ما حملك على طاعة الله ، كيفَّ أنَّ إبليس " قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ " .
وفي الآية الأولى " قَالَ رَبِّ " ولكنّه ما آمن بالله العظيم، فلو أنه آمن بالله العظيم لخشع قلبه لذكر الله .
فالإنسان أحياناً يتساءل يا تُرى حينما قال ربُّنا سبحانه وتعالى :
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِى سِلْسِلَة ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللهِ (سورة الحاقة)
يا ترى لِمَ استحقَّ النار ؟ لأنَّه ما آمن بالله العظيم ؟ إنّ الجواب الشافي أنَّه حينما لم يؤمن بالله العظيم فقد هان أمر الله عليه ، وعصى أمر ربِّه العظيم ، استحقَّ النار على معصية ، وعلى عدوان ، وعلى انحراف ، وعلى إغواء ، فإن لم تؤمن بالله العظيم ، فلن تطيع الله عزَّ وجلَّ ، فالعذاب في النار على المعاصي والآثام ، وعلى البغي والعدوان ، وهذه نتيجة جهل الإنسان قدْر ربّه .
الآن ما هو المنعكس الذي ينعكس على المؤمن من هذا الإسم العظيم ؟ أجل ؛ أتساءل لأثير خواطر القارىء الكريم.
أنت مؤمن .. وهذا موضوعٌ دقيق بالغ الدقَّة .. إن رأيت عظمة الله عزَّ وجلَّ ، تلاشت عظمة نفسك . فأحياناً تجد إنساناً يملك مركبة صنعت في عام ثمانية وأربعين ، فيها كلّ علّة ، فلو رأى مركبة حديثة مصنوعة في العام ستّة وتسعين، فهل سيرى نفسه شيئًا بمركبته الأولى ؟ سيتضاءل وسيتلاشى !!
بائع متجوِّل قعد أمام عضو غرفة تجارة وحجمه المالي ثمانمئة مليون فهل سيقول : أنا تاجر ؟ ومثله ممرض أمام جرّاحٍ للقلب ، والأمثلة كثيرة فالإنسان أمام خالق الأكوان هل يقول لك : أنا.
فهذا حال الفناء .. إن رأيت الله عظيماً تلاشت ذاتك ، فتجد المؤمن متواضعاً لأنَّه رأى عظمة الله ، فلا يقول : أنا فتذوب أناه ، يا رب أنت العالم، ونحن الجهلاء ، إلهي أنت القويّ ونحن الضعفاء ، ربي أنت الغنيّ ونحن الفقراء ، يا رب : نحن بك
فأوَّل أدبٍ يتأدَّبُ به المؤمن مع اسم الله العظيم .. أنَّ الكبر والاستعلاء والغطرسة والاعتداد بالنفس يتلاشى ، وحينما يتلاشى الكبر والاستعلاءُ والغطرسة والاعتداد بالنفس ، يزيده الله عزّاً .
فهل تعتقدون أنَّ هناك في الأرض إنساناً أعزَّه الله ، ورفع ذكره، وأعلى مقامه كرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أنا لا أعتقد . اذهب إلى المدينة المنوَّرة في أيّ وقت ، فهل من المعقول أن ترى جامعاً يتّسع لثلاثة ملايين إنسان، جاؤوا من أقطار الدنيا؛ من باكستان وأمريكا والفلبّين، ومن أستراليا من الصين من الهند وغيرها، جاؤوا ليزوروا هذا الإنسان ، فمَنْ هذا الإنسان وماذا أعطاهم ؟ يقفون أمامه خاشعين يبكون ، أنا لا أعتقد أنَّ في الأرض كلِّها إنساناً رفع الله ذكره وأعلى مقامه وأعزَّه كرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت نفسه لا أعتقد أنَّ إنساناً افتقر إلى الله ، وتذلل له ، وتلاشى أمامه كرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالقضيَّة محيِّرة .. كلَّما ازدتَّ افتقاراً إلى الله ، أعزَّك . كلَّما ازدتَّ افتقاراً وتذللاً وتواضعاً ، رفع الله لك ذكرك . النبيُّ -عليه الصلاة والسلام -يُذْكَرُ كلّما ذُكرَ الله في قولك : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أنَّ سيِّدنا محمّداً رسول الله ، خمس مرات على مدار عقارب الساعة في الكون الرحيب
صدقني أيُّها الأخ الكريم ... بكل انجازاتك قل : هذا من فضل ربّي ، قل الله وفَّقني ، الله أكرمني ، الله سمح لي أن أتكلَّم عنه ، الله أطلق لساني ، الله أعانني على طاعته ، أعانني على تربية أولادي ، أعانني على كسب رزقي ، أعانني على الاستقامة
أذلَّة في العُدة والعَدد، ثلاثمائة رجل فقط من الصحابة ، وقريش القبيلة العريقة القويَّة ، الأبطال الصناديد ، الفرسان ، والأسلحة ، سيوفاً خيولاً .. " وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ " .
أما بحنين .. فقد كان أصحاب النبي عشرة آلاف ، أقوياء عُدّة وعددًا قال الله تعالى لهم : إذاً فانتظروا ما سيصيبكم بسبب عُجْبِكم لنقرأ الآية الكريمة :
وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (سورة التوبة)
العظيم ؛ قد لا تُدركه عامَّة العقول ؛ لكنَّ بعض العقول تدركه ، فقل لأحد الناس ما هي الذرَّة ؟ يقول لك : ذرَّة قمح ذرة تراب . لا .. الذرَّة ؛ شيء موضوعه كبير جداً ، وهو موضوع في علم الفيزياء ذو تعقيد كبير جداً ، كلّ عناصر الكون ذرَّات ، وهي تتكوَّن من نويّة موجبة الشحنة ، وجسيم سالب الشحنة - إلكترون - ومدارات يدور فيها هذا الإلكترون ، الذرَّة العقول البسيطة لا تحيط بها ، أما دكاترة العلوم يعرفون عنها الشيء الكثير.
فالشيء العظيم هو الذي تعرفه بعض العقول .. الذي تستحيل أن تحيط به كلُّ العقول .
المعنى الثاني .. إن رأيت أنَّ الله عظيم ؛ ينبغي أن تُعظِّم أمره ، إن رأيت أنَّ الله عظيم ؛ ينبغي أن تتلاشى أمامه فأنت صغير صغير، إن رأيت أنَّ الله عظيم ! ينبغي أن تعظم أمره.
بعض العلماء تكلَّموا عن أدب المؤمن مع الله العظيم ، فذكروا " أنَّ من غلب على عقله تعظيم الله عزَّ وجلَّ ، خضع لهيبته ، ورضي بقسمته ، ولا يرضى بدونه عِوضاً ، ولا يُنازع له اختياراً ، ويبذل في رضاه كلَّ مستطاع ، لأنَّ من أدرك عظمة ربِّه ، صغرت عنده الدنيا بما فيها ، فإذا أهمَّه أمرٌ قال : يا عظيم ".
الإثنين 09 فبراير 2015, 12:11 am من طرف عباس الجبوري
» تهنئة جيش رجال الطريقة النقشبندية لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمناسبة مبايعته ملكا للمملكة العربية السعودية
الخميس 29 يناير 2015, 12:23 am من طرف عباس الجبوري
» عاجل ... المجلة النقشبندية العدد الحادي و التسعين والتي صدرت حديثا
الجمعة 16 يناير 2015, 11:57 pm من طرف عباس الجبوري
» عاجل .. تم اصدار العدد التسعون للمجلة النقشبندية
الأربعاء 07 يناير 2015, 12:28 pm من طرف عباس الجبوري
» بيان جيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد استدعاء بعض الفصائل وشيوخ عشائر إلى واشنطن
الخميس 04 ديسمبر 2014, 6:14 am من طرف عباس الجبوري
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية ونفيه لما ورد في بيان لجبهة جديدة غير معروفة بتأريخ 22\10\2014
الجمعة 24 أكتوبر 2014, 1:43 am من طرف عباس الجبوري
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد جرائم الحكومة الطائفية بحق شعبنا العراقي وأمتنا العربية الإسلامية بتأريخ 24-8-2014
الأربعاء 27 أغسطس 2014, 1:52 am من طرف عباس الجبوري
» بيان رقم (35) انتفاضة أحرار العراق 28 شوال 1435 هـ الموافق 24 آب 2014م
الأربعاء 27 أغسطس 2014, 1:06 am من طرف عباس الجبوري
» بيان صادر من المجلس العسكري لثوار عشائر ألبو بدران بتاريخ 15 اب 2014
الثلاثاء 19 أغسطس 2014, 1:33 am من طرف عباس الجبوري