الأيمان

المحب في الله

المحب في الله: المدير العام; عدد المساهمات : 820
نقاط : 1166
تاريخ التسجيل : 26/04/2010

مساهمة رقم 1

الأيمان

من طرف المحب في الله الأربعاء 02 يونيو 2010, 8:06 pm

الأيمان
--------------

تعريف اليمين :

هو الحلف بأسماء الله أو صفاته مثل والله لأفعلن كذا، أو والذي نفسي بيده ، أو ومقلب القلوب

مايجوز منها ومالايجوز :

يجوز الحلف باسماء الله تعالي وكان النبي صلي الله عليه وسلم يحلف بالله الذي لاإله غيره ، وكان يحلف بقوله والذي نفسي بيده.

ولا يجوز الحلف بغير أسماء الله وصفاته سواء كان المحلوف به معظما كالكعبة المشرفه، أو النبي صلي الله عليه وسلم أم لم يكن.
وذلك لقوله صلي الله عليه وسلم:
" من كان منكم حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ".

وقوله أيضا : "لا تحلفوا إلا بالله . ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون".
وأيضا قال صلي الله عليه وسلم:
من حلف بغير الله فقد أشرك.وفي رواية أخري: من حلف بغير الله فقد كفر.وعن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه سمع رجل يحلف يقول والكعبة فقال له عمر: بل ورب الكعبه.

أقسام اليمين :
========

أولا : اليمين الغموس :

هي أن يحلف المرء متعمدا الكذب ليحصل علي شيئ له أولغيره دون وجه حق . بمعني أن الغرض من يمينه هو إستقطاع من حقوق الناس لإضافته إلي نفسه أو إلي غيره بالكذب.
وقد سميت ب الغموس لأنها تغمس صاحبها في الإثم وبالتالي في النار.
وهذا النوع من ألأيمان لا كفارة لها وإنما يجب التوبة الصادقة النصوحة من صاحبها مع رد الحقوق لأصحابها.

قال تعالي:

إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌسورة آل عمران الايه رقم 77

ثانيا : يمين اللغو :
هوما يجري علي لسان المسلم من حلف بدون قصد أو تعمد.كمن يكثر في قوله لا والله بلي والله
وعن أم المؤمنين عائشه رضي الله عنها أنها قالت: لغو الرجل في اليمين هو كلام الرجل في بيته لا والله.
ومنها أن يحلف المسلم علي الشيئ يظنه كذا فيتبين أنه خلاف ماكان يظن الحكم فيه.
وقيل هو اليمين في الغضب أو النسيان وقيل هو الحلف علي ترك المأكل والمشرب والملبس ونحو ذلك.

واستدلوا بقوله تعالي
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ .سورة المائده 87

وهذا النوع من ألأيمان لا يتم فيها كفارة تجب علي قائلها وذلك لقول الله تعالي :
لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ
. سورة البقرة أيه 225- سورة المائدة أيه89

ثالثا : اليمين المنعقده :

وهي اليمين التي يقصد عقدها علي أمر في المستقبل مثل والله لأفعلن كذا.
فهذه اليمين هي التي يؤاخذ فيها الحانث لقوله تعالي :

وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ.. سورة البقرة أيه 225

وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ..
سورة المائدة أيه 89

وهذا النوع من ألأيمان يؤاخذ فيها الحانث بالكفاره .

وتسقط الكفارة علي حالف اليمين في حالتين :

1- أن يفعل المحلوف علي فعله أو يكره الحالف علي ترك ماحلف عليه
بمعني أن ينفذ يمينه أو يكره الحالف علي عدم تنفيذه.
وذلك لقول النبي صلي الله عليه وسلم: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وماأستكرهوا عليه.

2- إذا كان الحالف قد قال أثناء اليمين إنشاء الله أو بإذن الله.
فمن حلف وقال إنشاء الله لم يحنث وبالتالي فلا إثم ولا كفاره.

إستحباب الحنث في أمور الخير :

يستحب للمسلم إذا حلف علي ترك أمر من أمور الخير أن يأتي ماحلف علي تركه ويكفر عن يمينه.

قال تعالي:
وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ
(224) سورة البقرة

قال إبن عباس : لا تجعلن عرضة ليمينك ألا تصنع الخير. ولكن كفر عن يمينك واصنع الخير
.
ومن أقوال الرسول صلي الله عليه وسلم :
من حلف علي يمين فرأي في غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه ويفعل الذي هو خير.

وعن عمر بن الخطاب أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
لا يمين ولا نذر فيما لا يملك إبن أدم ولا في معصية الرب عز وجل ولا في قطيعة رحم.

رابعا : الإيلاء :

وهو خاص فقط بالرجل مع زوجته.
قال تعالي:
لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِن عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227)
سورة البقرة(226)

الإيلاء هو أن يحلف الرجل علي ألا يجامع زوجته مدة معينه.
وإذا حدث هذا فهناك حالتان :

الأولي … أن تكون المده أقل من أربعة شهور
وفي هذه الحاله يظل الرجل علي يمينه وعلي زوجته مساعدته
ولا تطلب منه الفيئ (الجماع)، وذلك حتي يبر قسمه. وليس
عليه شيئ إذا لم يجامع زوجته حتي إنقضاء المدة شرط ان
تكون أقل من أربعة شهور.
أما إذا جامع زوجته خلال المده المحدده(المحلوف عليها) أي قبل إنقضائها فعليه أن يكفر عن يمينه.
ومن العلماء من يري أن ذلك أفضل وفقا للأحاديث النبويه
المذكورة أعلاه.وقال إبن عباس:كفر عن يمينك واصنع الخير.

الثانيه… أن تكون المده أكثر من أربعة شهور

للزوجة في هذه الحالة أللجوء إلي القاضي أو الحاكم لتوقيف
الزوج ولكن بعد مضي أربعة شهور علي يمين الزوج إذا لم
يجامعها قبل مرور أربعة شهور.
وفي هذه الحالة يطالب الزوج إما بالفيئ (الجماع) أو الطلاق
وذلك وفقا لنص الأيات أعلاه.

كفارة اليمين :

قال تعالي :
فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ
أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ
ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
سورة المائده 89

1- إطعام عشرة مساكين من مثل مايؤكل به أهله.
وقيل يطعم كل واحد من العشره نصف صاع بر أو تمر
.
2- أو كسوتهم.. يدفع إلي كل واحد من العشره ما يصدق عليه
إسم الكسوة من قميص أوسروال أو إزار أو عمامه.أجزأه ذلك.
وقال بعض المفسرين أدناه ثوب وأعلاه ما شئت.

3- أو تحرير رقبه.. قال أبوحنيفه تجزئ الكافرة كما تجزئ المؤمنه.
وقال الشافعي وآخرون : لابد أن تكون مؤمنه.

فهذه خصال ثلاث في كفارة اليمين، أيها يفعل الحانث أجزأعنه بإجماع الفقهاء.وقد بدأ بالأسهل فالأسهل. فالإطعام أيسر من الكسوه. كما أن الكسوة أيسر من العتق. فرقي فيها من الأدني إلي الأعلي.
فإن لم يقدر المكلف علي واحدة من هذه الخصال الثلاث كفرب

4- صيام ثلاثة أيام.. وذلك كما قال تعالي :
فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ

واختلف العلماء فيما بينهم عن الثلاثة أيام.
هل هي متتابعة أو متفرقه علي قولين :

الأول : لا يجب التتابع وهو قول الشافعي ومالك لإطلاق قوله تعالي
en]فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ]وهو صادق علي المجموعه والمفرقه
كما هو الحال في قضاء رمضان لقوله تعالي
en]فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ] البقرة 184

الثاني : نص الشافعي في موضع آخر علي وجوب التتابع كما هو قول الحنفيه والحنابله. لأنه روي عن أبي بن كعب وغيرهم أنهم كانوا يقرؤنها
[ فصيام ثلاثة أيام متتابعات ] وقال كثيرون أن أصحاب عبد الله بن مسعود
كانوا يقرؤنها كذلك .

كلمة أخيره
نجد كثير من المسلمين وخاصة المصريين يحلفون دائما بالنبي .. ويقولون دائما بل أصبحت لازمه في كلام بعضهم .

((( كلمة والنبي )))

صحيح أن هذا من لغو الكلام وليس عليه إثم ولكن من الأفضل أن نستبدلها بكلمة والله.
ومن السهل التدريب علي ذلك فكلما قال أحد والنبي تبعها ب لا إله إلا الله، وهذه كفارة لتلك.
وأذا إستمر علي ذلك سيجد نفسه تلقائيا قد إبتعد نهائيا
عن الحلف بغير الله.

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير لديننا وأخرتنا
أخوكم في الله... مصطفي شرباش

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته