مصارف الزكاة الثمانية
عند إعتراض المنافقين الجهلة علي النبي صلي الله عليه وسلم ولمزهم إياه عند تقسيم الصدقات.
كماجاء في قوله تعالي:
وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58)
وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) سورة التوبه
ولذلك بين الله تعالى أنه هو الذي قسمها وبين حكمها وتولي أمرها بنفسه
ولم يوكل تقسيمها إلي أحد غيره ولو كان نبييا مرسلا أو ملكا مقربا.
وأنزل جل وعلا الأية رقم 60 من سورة التوبة التي توضح مصارف الزكاة الثمانيه.
قال تعالي :
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
وقيل في أحاديث السيره أنه أتي رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال أعطني من الصدقه.
قال صلي الله عليه وسلم :
إن الله لم يرضي بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتي حكم فيه بنفسه
فجزأها ثمانيةأصناف فإن كنت من الثمانيةأعطيناك منها .
ثم تلى صلي الله عليه وسلم الأية 60 من سورة التوبة السابق ذكرها.
وفيما يلي بيان مصارف الزكاة الثمانيه :
أولا الفقراء :
قيل أن الفقير هو المحتاج الذي يتعفف عن السؤال . بمعني
أنه ذوالفقر والحاجة ومع حاجته يتعفف عن مسألة الناس والتذلل لهم
ثانيا المساكين :
قيل ان المسكين هو المحتاج السائل والضعيف الكسب .
وهو المتذلل للناس بمسألتهم .
وقال بعض المفسرون أن الفقراء هم فقراء المسلمين، والمساكين هم
فقراء أهل الكتاب .
ثالثا العاملين عليها :
هم السعاة في قبضها من أهلها ووضعها في مستحقيها
فإنهم يعطون ذلك نظيرا لعملهم أغنياء كانوا أو فقراء بمعنى أنه اجر على عمل وليس نسبة محددة لهم
رابعا المؤلفة قلوبهم :
فإنهم قوم كانوا يتألفون على الاسلام ممن لم تصح نصرتهم استصلاحا به نفسه وعشيرته ومنهم صفوان بن أمية الذي قال : لقد أعطاني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وإنه لأبغض الناس إلي فما برح يعطيني حتى أنه لأحب الناس إلي .
وكان النبي يتألف قلوب أناس من الأعراب بالعطية حتى يؤمنوا .
وقيل أنه من أسلم من يهودي أو نصراني ولو كان غنيا يعتبر من المؤلفة قلوبهم فيعطوا من الصدقات وقد إختلف أهل العلم في وجود المؤلفة قلوبهم اليوم وعدمها .
وهل يعطى اليوم أحد على التآلف على الاسلام من الصدقة ؟
وقال بعضهم : لم يبق في الناس اليوم من المؤلفة قلوبهم إنما كانوا على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
وقال آخرون : المؤلفة قلوبهم في كل زمان وحقهم في الصدقات
خامسا في الرقاب :
أهل التأويل والتفسير إختلفوا في معناه فقال بعضهم وهم الجمهور الأعظم : هم المكاتبون الذين يعطون من الصدقات في فك رقابهم .
وروي عن ابن عباس أنه قال : (( لا بأس أن تعتق الرقبة من الزكاة ))
سادسا الغارمون :
فهم الذين إستدانوا في غير معصية الله ثم لم يجدوا قضاء هذا الدين
وقال كثيرون من أهل العلم : إن الغارمين هم الذين احترقت بيوتهم .
أو أصابهم السيل فذهب بمتاعهم والذي يدان على عياله .
وقال آخرون : "الغارمين" المستدين في غير سرف ينبغي للإمام أن يقضي عنهم من بيت المال وقيل إن الغارمين قوم غرقتهم الديون في غير إملاق ولا تبذير ولا فساد .
سابعا في سبيل الله :
قال أهل التأويل : أنه النفقة في نصرة دين الله وطريقه وشريعته التي شرعها لعباده بقتال أعداءه وذلك هو غزو الكفار .
وعن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : لا تحل الصدقة لغني إلا لثلاثة
1- في سبيل الله
2- ابن السبيل
3- رجل كان له جار فتصدق عليه فأهداها له
وفي رواية أخرى لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة :
1- رجل عمل عليها
2- رجل إشتراها بماله
3- في سبيل الله
4- ابن السبيل
5- رجل كان له جار تصدق عليه فأهدها له
ثامنا ابن السبيل :
هو المسافر الذي يجتاز من بلد إلى بلد أو من أرض إلى أرض
وقيل من أهل التأويل : لإبن السبيل حق من الزكاة ولو كان غنيا .
وقد إختلف العلماء فيما بينهم على هذه الأصناف الثمانية من حيث هل يجب توزيع الصدقة على الثمانية أو جزء منهم أو واحد فقط إلى فريقين :
رأي الفريق الأول :
يجب توزيع الصدقة على الثمانية أصناف كلها وهو رأي الشافعي وجماعته .
رأي الفريق الثاني :
لا يجب إستيعابها للأصناف الثمانية بل يجوز الدفع إلى واحد منها ويعطى جميع الصدقة مع وجود الباقين وهو قول مالك وجماعة من السلف والخلف ومنهم جرير وابن عباس وسعيد بن جبير وهو قول عامة أهل العلم .
وقيل" إنما ذكرت الأصناف لبيان المصرف . لا لوجوب استيعاب الإعطاء لكل المصارف" .
وقيل أيضا "أن الله جل ثناؤه لم يقسم صدقة الأموال بين الأصناف الثمانية على ثمانية أسهم وإنما عرف خلقه أن الصدقات لن تجاوز هؤلاء الأصناف الثمانية إلى غيرهم " .
وإستكمالا لشرح قول الله في الآية رقم 60 من سورة التوبة
( فريضة من الله ) بمعنى أن الله قسمه لهم فأوجبه في أموال أهل الأموال للأصناف الثمانية .
( والله عليم ) أي يعلم مصالح خلقه فيما فرض لهم وفي غير ذلك . لا يخفى عليه شيء ، فعلى علم منه فرض ما فرض من الصدقة وبما فيها من المصلحة .
(حكيم ) في تدبير خلقه لايدخل في تدبيره خلل .
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإثنين 09 فبراير 2015, 12:11 am من طرف عباس الجبوري
» تهنئة جيش رجال الطريقة النقشبندية لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمناسبة مبايعته ملكا للمملكة العربية السعودية
الخميس 29 يناير 2015, 12:23 am من طرف عباس الجبوري
» عاجل ... المجلة النقشبندية العدد الحادي و التسعين والتي صدرت حديثا
الجمعة 16 يناير 2015, 11:57 pm من طرف عباس الجبوري
» عاجل .. تم اصدار العدد التسعون للمجلة النقشبندية
الأربعاء 07 يناير 2015, 12:28 pm من طرف عباس الجبوري
» بيان جيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد استدعاء بعض الفصائل وشيوخ عشائر إلى واشنطن
الخميس 04 ديسمبر 2014, 6:14 am من طرف عباس الجبوري
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية ونفيه لما ورد في بيان لجبهة جديدة غير معروفة بتأريخ 22\10\2014
الجمعة 24 أكتوبر 2014, 1:43 am من طرف عباس الجبوري
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد جرائم الحكومة الطائفية بحق شعبنا العراقي وأمتنا العربية الإسلامية بتأريخ 24-8-2014
الأربعاء 27 أغسطس 2014, 1:52 am من طرف عباس الجبوري
» بيان رقم (35) انتفاضة أحرار العراق 28 شوال 1435 هـ الموافق 24 آب 2014م
الأربعاء 27 أغسطس 2014, 1:06 am من طرف عباس الجبوري
» بيان صادر من المجلس العسكري لثوار عشائر ألبو بدران بتاريخ 15 اب 2014
الثلاثاء 19 أغسطس 2014, 1:33 am من طرف عباس الجبوري